شكلت الوقفة الاحتجاجية للمعطين أول أمس الثلاثاء، تصعيداً خطيراً في مسلسل
الاحتجاجات الذي أصبح أمراً يوميا يكاد يصبح مألوفاً لدى المارة في شارع
محمد الخامس بالرباط، شكلت تصعيداً خطيراً، إذ أقدم بعض المعطلين على تشكيل
طوق للموت، كما قال أحد المحتجين، وبدأوا بسكب كميات من البنزين على أرضية
الدائرة المشكلة في ساحة البريد قبل أن يضرم أحدهم النار في جسده، فارتفعت
أصوات وحناجر الاحتجاج ممزوجة بالخوف والأسى من قبل المحتجين والمارة قبل
أن يتدخل رجال المطافىء في محاولة لإخماد النار، وإنقاذ المشتعلين وينقل
على وجه السرعة أحد المحترقين إلى مستشفى ابن رشد بالبيضاء، حيث يرقد في
العناية المركزة، بعد أن أصيب بحروق من الدرجة الثالثة، حسب الأطباء، فيما
غادر ستة معطلين مستشفى السويسي في منتصف نفس اليوم، بعد تلقي علاجات
للحروق المصنفة ـ دائما حسب الأطباء ـ بالدرجة الأولى والثانية. فيما أصيب
حوالي أربعين محتجاً إصابات غير بليغة أغلبها كسور اعتاد عليها المعطلون،
حسب ما أفاد به بعضهم. والغريب أنه في نفس اللحظة التي اشتعلت فيها النار
في المعطلين، استعرت هجمة رجال الأمن حيث انهالوا على المعطلين بالضرب
والتنكيل وملاحقة الهواتف النقالة للمارة من المصورين للحدث، مخافة انتشار
صور هذه المشاهد خارج مدينة الرباط. وفي اتصال بالسلطات الأمنية، نفت تعرض
أي من المحتجين لإصابات من جراء محاولة الحرق، وأكدت أن تدخل رجال الوقاية
المدنية المرابطين في مكان الحادث منذ بدايته، حال دون وقوع إصابات من أي
نوع، غير أن شهودا عيان أكدوا لنا وقوع حروق وإصابات وكسور وإغماءات نتيجة
صدمة الموقف.